منذ 3000 عام والقدس لا تكفّ عن كشف أسرارها لنا، سرًّا بعد سرّ: همسًا، وصراخًا، جهارًا وبغمزة عين. والعالم يراقب. ينتظر. يشتاق. يتوق. وأحيانًا يفقد صوابه.

يحرك القدس إيقاع مستحيل؛ إيقاع لا يمكن أن يوجد إلا في مكان تلتقي فيه حجارة بيضاء باردة عمرها آلاف السنين مع واجهات زجاجية مصممة لأبراج حديثة. في مكان تلتقي فيه أطراف وجماعات من عوالم متباعدة ومتقاربة عند زاوية شارع لتقول “مرحبًا” بألف طريقة مختلفة. إنه إيقاع مستحيل؛ سريع وبطيء في آن، يركض إلى الأمام ويعود إلى الوراء في الزمن.

ومن هذا الجريان الدائم تولد قصص استثنائية.

نحن، في مؤسسة مندل ومؤسسة صندوق القدس، ندعوكم للحضور، للاستماع، للمشاهدة، للإحساس، وللرقص على إيقاع هذه المدينة وقصصها. مدينتنا.

على مدار 40 يومًا وليلة، تدعوكم ايقاعات ثقافية سكان المدينة والبلاد بأسرها – إلى سلسلة مذهلة، غنية وعميقة من الفعاليات واللقاءات الفنية التي ستمتد من شرق المدينة إلى غربها.

حفلات موسيقية، وعروض رقص، ومسرح، وسينما وأداء ستقام في أماكن مألوفة إلى جانب فضاءات غير اعتيادية سيتم تهيئتها لاستضافة ايقاعات ثقافية 2025.

ايقاعات ثقافية تحتفل بنصف عقد من الزمن. حتى في الحرب، وبالذات في وسط الانكسار الذي نعيشه كمجتمع وكأمة، نحن هنا لنخلق ونصنع ثقافة، من داخل الحياة ولأجلها؛ ثقافة متنوعة وموحِّدة، تعكس جمال القدس الذي لا يزال يطلّ بين حجارتها الثقيلة والقديمة، رغم كل شيء.

هذه طريقتنا لنقول لكِ، يا قدس: نريد أن نستمر في رواية قصتك للعالم.